بقلم:حنا ميخائيل سلامة نُعمان
ها إن القصد الخلاصي، السّر الذي كان مكتوماً في الأزمنة الغابرة خلف الرموز من جنـّةِ عَدن إلى العُـلـّيقة المُـشتعِلة "غير المُحتَرِقة " قد تحقق بإعلان ساعة الزمن "مجيء مِلء الزمن،الكلمة المتجسد". كان ذلك قبل ألفي عامٍ ونيِّف عندما أصدر أغسطس قيصر إمبراطور روما أمراً بإجراء الإحصاء الأول لشعوب إمبراطوريته، وكأنه صار بالأمر هذا من حيث لا يدري أداة في يَد العليِّ لإتمام مقصده في توجيه المُصطفاة على نساء العالمين مريم العذراء ويوسف البار ليذهبا من الناصرة إلى بيت لحم ليُسَجِّلا في صحائف الإحصاء.
بقلم حنا ميخائيل سلامة نُعمان
كمِثلِ وَقـْـع شمسِ مُنتصفِ نهارٍ تمّوزي على الرأس جاء قول جليسي" سُبحان الله، الأموات بتصرف على الأحياء " قلت متسرِّعاً دون أن أعيَ مقصده: أمعقول هذا الكلام؟ أجاب: بلى . فما أن طوى الردى وليّ أمر فـُلانٍ وتأكد أن التراب قد هِيلَ من فوقه، حتى تنهد تنهدة عميقة كمن أزيح عن صدره حِمْلٌ ثقيل. ثم مضى يُمَثِّلُ أنه محزون وحزين أمام جَمهَرة المُعَزّين في صيوان راقٍ أُعدّ لِمَن كان سالكاً بالحق ومتكلماً بالاستقامة.