هل مِن رقابةٍ على الطيور والدواجن الحَيَّة التي تُباع على الأرصفة تحديداً ؟
بقلم: حنا ميخائيل سلامة
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
لا أحدَ ينكر الدورَ الذي قامت به الجهات الرقابية الصِّحية والبيئية المختصة في ظل تفشي وباء كورونا الذي اجتاح منطقتنا كما حال العَالَم كله. هذا الدور الذي تبدَّى بتشديد الرقابة على الجانب الصحي، وشمل أيضاً إلزام أفراد المجتمع تطبيق أقصى شروط السلامة الصحية والطبية والمحافظة على النظافة سواء الشخصية أم نظافة البيئة، وما واكبَ ذلك مِن تعليمات اقتضتها الضرورة. وقد قامت الجهات المَعنيَّةِ بالمراقبةِ والتفتيشِ بتطبيقِ القوانين والتعليمات ومخالفة مَن يتجاوزها حفاظاً على الصحة العامة ولمنع تفشي الوباء.
غيرَ أنَّ ظاهرة صحية بيئية مُزمِنة ينبغي التنبيه إليها لأهميتها وخطورتها وتتعلق بالطيور والدواجن الحَيَّة التي يُصار إلى عرضها وبيعها على أرصفةٍ مُحدَّدَة لشوارعَ رئيسية وفي مناطق وأحياء مختلفة وقُربَ تجمعات سكانية. ومِن متابعة متواصلة ومشاهدات عن قُرب تبين أنَّ ما يُعْرَضُ ويُباع على الأرصفة -وليس في محلاتٍ مرخصة -ليس تحت نظر ومتابعة الرقابة الصحية، والصحية البيطرية بما في ذلك الرقابة البيئية على النَّحو المنشود. وقبل أن ينبري مَن يقول هذا الأمر يُجانب الحقيقة ندعوهُ وكمثالٍ واحدٍ مِن عشرات الأمثلة لزيارة وسط عمان ورؤية واقع الحال بالعين المُجرَّدة. حيث يزدحم الدجاج الحيُّ ومثله الديوك والحمام والبط والإِوَزّ المُدجَّن والأرانب وغير ذلكَ في أقفاصٍ ومِن غير أقفاص على الرصيف العام قُبالة مداخل سوق الخضار في شارع الملك طلال دون تطبيق أدنى الشروط الصحية أو المعايير البيئية ودون تعقيم الموقع يومياً حسب الأصول، بحيث تنبعث من تلك المعروضات الحَيَّة ومِن نَفضِ رِيشِها المُستمر وتناثُره ومِن مخلفاتها داخل الأقفاص وخارجها ولمسافة بعيدة روائح كريهة تزكم الأنفاس وخاصةً في فصل الصيف. علماً أن الشارع عينه مطروقٌ ودون انقطاع من السُّياح الذين يَجوبُونه لقربه من المدرج الروماني الشهير. وتراهم يلتقطون الصور ويُسجلون ملاحظاتٍ عن كل كبيرة وصغيرة بما لا يصُبّ والحالة هذه في الجهود الرامية للجذب السياحي لبلدنا.
ولن نخوض في باب الأمراض المُعْدِية وخاصة الفيروسية والفطرية والبكتيرية وغيرها التي يمكن أن تنقلها تلك الدواجن والطيور، أو ما تُعانيه أصلاً هي نفسها مِن أمراض. فذلك متروكٌ لأطبائنا من ذوي الاختصاص الذين يمكنهم وبِحُكم خبرتهم الواسعة تبيان الأمراض وإعطاء فكرة عن سرعة تفشيها والاحتياطات الاحترازية والوقائية المفترض اتباعها.
وفي السياق، ترى الأطفال الذين يذهبون بمعية ذويهم في جولةٍ وحال مشاهدتهم للطيور الصغيرة المُلَوَّنة وخاصة الصيصان المصبوغة بألوان متنوعة اصطناعية يُلِحُّونَ عليهم شراء بعضها، وما هي إلا ساعتين أو ثلاث ساعات حتى تَنْفُق. وقد يكون السبب مِن جرَّاء الأصباغ أو لبكتيريا وأمراض معينة كما يُرجِّح البعض بما يُشكِّل هذا خطراً عليهم وعلى ذويهم، علماً أن أغلب الدول ومن سنوات طويلة عمَّمَت ومنعت صبغ الطيور، بل تُعاقب مَن يفعل ذلك.
ولعلَّ مَن يَبْرُز على ما جاء في سياق المقال ويقول: نقوم بأخذ عينات من الدواجن والطيور الحَيَّة المعروضة للبيع لفحصها مخبرياً.غير أنَّ الرد على قول كهذا يكون بتوجيه سؤالٍ للقائل: تُرى وهل يتم إجراء حجز تحفظي على بقية المعروض مِن الطيور او الدواجن التي أُخِذت عينة منها إلى أن تظهر النتائج؟ ومِن أجل الدقة والشفافية نقول حتى تظهر نتيجة الفحص بعدَ مرور وقتٍ تكون بقية الطيور والدواجن قد بيعت وتوزَّعَ الباعة وتفرقوا لأنهم باعة أرْصِفَةٍ وغير مُرخَّصين ولا عناوين ومعلومات مخزَّنة عنهم!
وإتاحةً لِمن أرزاقهم من تلك التجارة فإن تخصيص أماكن خاصة مًحدَّدة تَجْمَعُ مِن سائر الأرصفة والأحياء والتجمعات السكانية جميع العاملين بتجارة الدواجن والطيور الحَيّة ومعروضاتهم وتكون تحت الرقابة الصحية والبيطرية والبيئية المُشدَّدة مع بياناتٍ رسمية عن الباعة الذين يُفترض حصولهم على شهادات طبية كتلك التي يتم إصدارها للعاملين في مهن أخرى مسألة بالغة الأهمية
وفي الختام فإن تَتَبُّع أية بُؤَرٍ قد تكون على حينِ غَفْلَةٍ سبباً لانتشار أوبئة وأمراض وإزالتها، أولى مِن الانتظار لحين حصول ما لا نتمناه.. حيث لا ينفع الندم وقتئذٍ ولا تُجدي الأعذار!
كيلا تُزهَقُ الأرواح على مَسرب الباص السريع..
حنا ميخائيل سلامة
منظرٌ صادمٌ هذا الذي نشاهده ومنذ تشغيل الباص السريع ويتمثَّل في استخدامِ كَثْرة مِن الناس مَسْرَبه المخصص كَمَمَرٍّ للعبور من شارعٍ لشارعٍ، أو كطريقٍ يسلكون عليه دون مُبالاةٍ بمخاطر هذا التصرف على سلامتهم. ولأشدَّ ما يدعو للقلق استخدامه على النحو المذكور من قِبل الطلبة صِغار العُمُر ليس لقُرب مدارسهم منه فَحَسب، بل في مواقع كثيرة وبعيدة عنها. وإنَّكَ ترى السرور على وجوهِهم البريئة حين يستخدمونه فُرادى أو مجموعات دون التفكير بمخاطر ما يقومون به! وقد لوحظ أيضاً وفي أوقات مختلفة استخدام المسرب نفسه كطريق للمشاة أو لعبور الشوارع مِن قِبَل فئاتٍ عُمُرية مختلفة دون الاكتراث بالعواقب!
إن القول أنَّ الحلَّ يكمن في إقامة مزيدٍ من الجسور الحديدية لا يُعتبر حلاً مجدياً، فتجربة استخدام الجسور للمشاة ظاهرة للعيان من خلال تلك الكثيرة التي أقيمت مِن سنوات طويلة ولا إقبال على استخدامها والصعود في درجاتها لا مِن كِبار العُمُر ولا مِن صِغار العُمُر! يُضاف إلى هذا القول بأن مزيداً من الإشارات والشواخص المرورية التحذيرية والإرشادية سيتم تركيبها وعلى المشاة الانتباه "وذنبهم على جنبهم.." فإن هذا الأمر على ضرورته لن يكون مُجدياً بالتمام والكمال. فتعليم الناس وتوعيتهم، وأقصدُ هنا كلّ الناس على طُرُق عبورهم وارتيادهم ومسيرهم الآمن على شوارعنا التي شهدت تغييراً لا يُستهان به بما في ذلك التحديق في الشواخص والإشارات وتفهم مدلولاتها لأخذ الحيطة والحذر يتطلب وقتاً طويلاً وإلى أن يتحقق ذلك لا نريد خسارة أرواح على الأطلاق، ولنأخذ في الوقت نفسه بعين النظر وجود شريحة في مجتمعنا -مع الاحترام لها- لم تساعدها الظروف لإتقان القراءة ويصعب عليها ولو توفرت رسومات على الشواخص تفهم مقاصدها وما تُشير اليه.
ثمة ملاحظة تتعلق بتلاصق أعمدة الإشارات المرورية مع إشارات مرور الباص السريع، هذا الأمر سيسبب مشكلاتٍ وحوادث تصادم.. والتبريرات بعدم إمكانية وقوع ذلك غير دقيقة إلا لِمَن رصد الحال على أرض الواقع. فقد لاحظنا لمرات وحين تُضيءُ إشارة مرور الباص لونها الأخضر ويتحرك الباص لحظتها، ترى مَن يندفع دون تركيزٍ مِن مسرب المركبات المجاور للإشارتين والمتشابهتين بقياس ارتفاعهما وبألوان أعمدتهما والأضواء المرورية الثلاثة مُتَوقِّعَاً أنها الإشارة المرورية العائدة لمسربه فتتبعه مركبات أخرى ولولا سرعة تدارك الأمر بالفرامل والمكابح وغير ذلك لوقعت حوادث قاتلة، لكن مَن يدري ما قد يقع إن لم يتم علاج هذه المسألة البالغة الخطورة.
وفي الختام إنَّ السلامة المرورية تعنينا جميعاً وتدارك السلبيات الواقعة تحت أبصارنا ومواضع الخلل القائمة ووضع الحلول الجادة الناجعة وليس الآنية، كلُّ هذا لا يحتمل التأجيل والتسويف، فسلامة الإنسان على شوارعنا وطُرقنا في النهار وفي الليل من الأولويات وخاصة بعد اختلاط مسارب شوارعنا على نحوٍ لم نعتده مِن قبل، بل ولم نتوقعه. ولنأخذ بالحِسبان أننا مقبلون على فصل شتاءٍ حيث الأمطار الغزيرة والانزلاقات والعواصف والغبار والأتربة فلا تتضح عندئذٍ وخاصة مع حلول الظلام رؤية مَن يعبرون أو يسلكون المسارب المخصصة للباص السريع كما جاء بأعلاه، ولا تتضح الإشارات المرورية الضوئية وخاصة تلك المتلاصقة مع غيرها!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.