على 17 كانون2/يناير 2022
الزيارات: 1381

في ظاهِرَة تزاحُم مَن يُطلِقون على أنفسِهم صِفة خُبراء!

                                                                        حنا ميخائيل سلامة نعمان

    لا أحدَ يُنكِر أنَّ لدينا في الأردن خُبراء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من مَعنىً وفي مجالات اختصاصات مختلفة. والخبيرُ هو المُتَعمِّق في المَعرفة بكُنْهِ تخصُّصِه، وهو المؤَهَّل وصاحب الإلمام الواسع والعَالمِ بما يُحيط بمجال ذلك التَّخصص وغاياته وبواطِنه. ويتأتى هذا مِن عِلمٍ واسعٍ وخبراتٍ عَملية ممتدة لسنواتٍ وغير ذلكَ مِن مُوجِبات. ولِمَا لكلمةِ خبيرٍ مِن اعتبارٍ في دول العالم المُتقدِّمة فلا يُمكن لأحدٍ أن يُطلقها على نفسه ما لم تتوفر فيه الصِّفات المذكورة آنفاً، وربما يُطْلبُ تعزيز ذلك ببحوثٍ ودراساتٍ ووثائق مُسَانِدَة لِيُجازَ له ذلك. على ما سبق، فإنَّ المُتابع المُتفحِّص لِمَا يجري تداوله هذه السنوات في وسائل إعلامٍ مُختلفةٍ يُصاب بالدَّهشَة إذْ يجدُ مَن هبَّ ودبَّ يُطلقُ على نفسه صِفة خبيرٍ أو يَجدُ ضالته مِن خلال عُلاقةِ صداقةٍ مع إحدى مَحطات التلفزة أو الصُّحُف أو وسائل إعلام أخرى فيُصار لترويجه على أنَّهُ خبيرٌ، بل وصاحب خِبراتٍ واسعةٍ دونما وجهِ حقٍ، والغرض الكامِنُ وراء هذا لإبراز الشخص ولفت الأنظار اليه ورفع شأنه أمام الناس.

    وفي السِّياق، لا بًدَّ مِن التنبيه إلى أنَّ حَمْلَ الشخص لدرجةٍ جامعية من كلية مُعينة لِمَبْحَثٍ أو مادةٍ درسها لا يعني أنَّه صار خبيراً فِعْلياً مُتَمكِّناً مِن ذلكَ المَبْحَث وتلكَ المادة، فيتم اعتبار ما يُدلي بهِ أو يكتُب في شأنه مُعتمَداً ومُستنَداً ويأخذ يُطلق على نفسه صِفة خبيرٍ. فالدرجة الجامعية -التي لها احترامها- تتطلبُ مزيداً من التحصيل والبحث والعمل الميداني والعَملي لسنواتٍ لاكتساب مهارات وخِبرات.

    إنَّ الكتابة عن هذه الظاهرة تجيءُ مِن باب الحِرص والمسؤولية ولشَدِّ الأنظارِ لضرورة تَحَرِّي الحقائق، فلا يُعتبَر كلّ ما يُذاع أو يُبث أو يُنشَر في شتى الموضوعات مِن مُدَّعِينَ أنَّهم خبراء، مَرجِعاً يُتَّكَئُ عليه أو مصدراً حقيقياً لاسْتِسْقاءِ المعلومات والأخذ بها والبناء عليها وكأنَّها ثوابتَ ورَكائزَ، لخطورة هذا الأمر ولِما يحمله من مضاعفات سلبية وتأثيرات. آخذين بعين النظر أيضاً سرعة تقنيات التواصل والاتصالات في تَلَقُّفِ ما يُنشرُه هؤلاء وتداوله على ضَحالتِهِ وفي أوسع نطاقٍ وكأنه لا يتوفر عندنا خُبراء أكْفِيَاءٌ يُشْهَدُ بواسِع عِلمِهم وجدارتِهِم. وعليهِ ينبغي العودة في الرأي والمشورة إلى الخبراء الحقيقيين مِمَن جرى ذِكْرُ صفاتهم في مطلع المقال مِن أصحاب الكفاءات العالية والخِبرات العِلمية والميدانيةٍ والبَحْثية المُثبَّتة، كذلكَ التركيز عليهم في وسائل الإعلام واستقطابهم للحديث والفَصْلِ في شؤون مِن اختصاصهم، فَهُم أبعد ما يكون عن التنظير والاجتهاد والمزاجية كما عرفناهم، وكما نراهم لا يُروِّجونَ أنفسهم ولا يطلبون ثناءً أو مديحاً، بل يعملون بصمتٍ لِما فيه خير الوطن حَاضرهِ ومستقبله.

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
على 08 أيلول/سبتمبر 2021
الزيارات: 1573

إلى مَن يعنيهم الأمر:

في ظاهرةِ وقوف المركبات على حدِّ مُنعطفات الشوارع!

                                                                                 بقلم: حنا ميخائيل سلامة نعمان

 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

         يطيبُ لكثرَةٍ مِن الأشخاص إيقاف مركباتهم وَرَكْنها مباشرةً وبالتمام على حدِّ زوايا الشوارع الرئيسية والفرعية وَمُنعطفاتها في مناطق مختلفة في لَوْنٍ مِن عدم الاكتراث لما يُسبِّبه تصرفهم هذا مِن مخاطرَ وحوادث. علماً أن ترك مسافة فراغ بنحو سبعة أمتار من حدِّ الزوايا والمنعطفات مسألة مُفَعَّلَة في قوانين السير العالمية.

     إنَّ هذا التصرف غير المسؤول والشائع على نحوٍ ملحوظٍ في مناطق مختلفة يُسَبِّب تضييقاً لمداخل مسارب الشوارع ومخارجها ويُعَطِّل حركة الانسياب المروري لِمن يريد الانعطاف للدخول فيها أو الخروج منها، والأخطر من هذا وذاك ما يُسَبِّبه من حوادث اصطدامِ المركبات السَّائرة وارتطامِها على حينِ غَفلةٍ حين انعطافها بتلك الواقفة على حَدِّ المنعطف وزاويته. ويحاول بعض السَّواقين من ذوي الخبرة كما شاهدنا في حالاتٍ متكرِّرة وبلمح البَصَر اجتناب المتوقفة فيُبْعِدون عنها بأقصى سرعة فإذا بهم يواجهون مركبات سائرة أخرى، فتكون الحوادث أكثرَ إضراراً بالمركبات وإيذاءً لِمَن فيها. أما من يحلو لهم إيقاف مركباتهم بما في ذلك المركبات الآلية الكبيرة التي تنقل البضائع والمواد على زوايا الشوارع بشكل مزدوجٍ، وفي حالاتٍ نجدهم يُوقِفونها على الجانبين مقابل مبانٍ تجارية أو محلات الخدمة السريعة لتنزيل البضائع أو تحميلها دون اكتراثٍ بخطورة تصرفهم هذا وما يُسببه من انسدادٍ وتعطيلٍ لحركة الانسياب المروري فحدِّث ولا حَرَج! وكم شاهدنا مُعاناة سائقي سيارات الإسعاف أو الدفاع المدني أو الكهرباء حين يُواجَهُونَ بمركبات متوقفة على النحو المذكور بما عرقل ولو لفترةٍ وجيزةٍ مهماتهم الإنقاذية والإنسانية العاجلة.

    إن الكتابة في هذا الموضوع تجيء بغرض إيلاءِ موضوعه عناية مُضاعفة، آخذينَ بعين الاعتبار أن حوادث كثيرة تقع تَتِمُّ في بعضها مصالحات وتسويات ولا تصل في هذه الحالة لقيود حوادث السّير. نجيءُ بهذا كي لا يتبادر إلى الذهن عدم وجود حوادث بالفعل عند المنعطفات في مناطق وجبال وأحياء هُنا وهناك.

   كما نرى ضرورة أن تقوم هندسة المرور في أمانة عمان ومن يعنيهم الأمر في إدارة السَّير دونَ نكرانٍ لجهودهم وما يبذلون، بتركيب الشواخص المرورية اللازمة عند منعطفات الشوارع وزواياها تلكَ التي لا تتوفر فيها أيَّة شواخص، كيلا تكون هناك ذرائع لِمن يوقفون مركباتهم ويَدَّعون عدم توفر شواخص تمنع الوقوف أو يدَّعون جَهلهم بالقانون. كذلك تفقد جميع الشواخص القديمة وتغيير مواقع ما لم تَعُد تفي بالغرض منها إلى مواقعَ واضحة لرؤية السواقين في الشتاء كما في الصَّيف. بالإضافة إلى ضرورة قصِّ أغصان الأشجار الكثيفة التي تحجب شاخصات كثيرة وطلاء ما ذهبت العلامات المرورية عنها!  

وتبقى ملاحظة تتعلق بضرورة أن تُولِي مراكز تدريب السواقة دروس الشواخص المرورية معانيها ومدلولاتها ورموزها  المزيد مِن الحِصص الجَّادة والعملية .

 

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم