لِمَ تضرِب النكبات والكوارث والمِحن والأوبئة عَالَمَنا؟
بقلم: حنَّا ميخائيل سَلامة نُعمان
أليسَ عالمنا يئنُّ مِن المُتعدِّين على إنسانية الإنسان وكرامته وحقه في الحياة؟
أليسَ يئِنُّ مِمَن أقاموا أنفسهم ديَّانيِن على البشر فرخَّصوا لأنفسهم استباحة دماء الأبرياء، بل والبطش بهم؟
أليسَ يئِنُّ مِن خانِقيِّ الحُرية وقامِعِيها باسم الحُريّة؟
أليسَ يئِنُّ مِن تغييب الضمائر وتقسِية القلوب وإخلائها من المحبة والرحمة؟
أليسَ يئِنُّ مِن أصحاب الألْسِنَةِ التي يُخرسونها حين ينبغي عليهم قول الحق لدفع الباطل؟
حَرْفا " سِين وَسَوفَ " لا مَحلَّ لهما من الإعراب...!
حنا ميخائيل سلامة نُعمان
كاتب وباحث
متى نَكَفُّ عن استخدام حَرفيّ " سين وسَوْف" دون تنفيذٍ وتطبيقٍ للوعود المقرونة بهما؟ سؤالٌ أطرحه أمام كل شخصٍ يستخدمهما فتراهما على لسانه حيثما حلّ وارتحل. إن تكرار استخدام هذين الحرفين على ألْسِنَةِ مسؤولين أو مَعنيِّينَ مِن مُهِماتهم إدارة شؤون الناس في مجالاتٍ مختلفة، أو على لِسَان أيّ شخصٍ في أيّ موقعٍ إداريٍ أو غير إداريٍ في القطاعين العام والخاص يجيء من باب الوَهْم أن المُتلقِّي على درجة من السذاجة، وأنه يفتقرُ للذكاء والوعي، وأنّ ذاكرته حين الوعد ستصبح مع الأيام مَثقوبة فيتناسى الوعد ويطويه!
" مجتمعنا بخير، دمٌ واحدٌ، أمةٌ واحدةٌ "
عنوان حملة الجمعية الخيرية الشركسية للتبرع بالدم
حملة التبرع بالدم تحت عنوان " مُجتمعنا بخير، دمٌ واحدٌ.. أمةٌ واحدةٌ " التي قامت بها الجمعية الخيرية الشركسية يوم الجمعة الموافق الثامن عشر من شهر كانون الثاني مُستهِلَّةً أنشطتها للعام الجديد، تحمل بُعداً إنسانياً مُميَّزاً ووطنياً سامياً. إن انتقاء تسمية " مُجتمعنا بخير، دم واحد أمَّة واحدة " لهذه المبادرة النبيلة يعني جمع أبناء الأردن بجميع مكوِّناته وأطيافه ومناطقه وشرائحه المجتمعية وعقائده الفكرية والمذهبية، فتمتزج دماء" مُجتمع الخير" التي يتبرع بها المتبرعون وتذهب لِمن هم بحاجة إليها بصرف النظر عن أصولهم ومناطقهم واطيافهم الفكرية وتوجهاتهم المذهبية والعقائدية وطبقاتهم الاجتماعية. فالدم واحد كما أنَّ الأمة واحدة بالرغم مما عصفت بها من رياح عاتية وما مرت به من صعوبات فستبقى تجمعها روابط مشتركة: تاريخ مشترك ولغة مشتركة وإيمان مشترك، وثقافة مشتركة، وتقاليد مشتركة، وحاضر مشترك، ومصير مشترك.
يا صاحب العيد غُفرانَك نلتمِس!
بقلم حنا ميخائيل سلامة نُعمان
يا صاحب العيد غُفرانك نلتَمِس، فقد أمالوا العيد لغير ذاتِك القدوس وانشَغلوا بغيرك عنكَ ، ولم يذكروكَ على النحو المـُرتجى .. وأنتَ، أنتَ مُشتهى الأجيال وثمرة العهود والوعود. في عيد ميلادك العجائبي حَبسوا ألسِنَتهُم وأقلامهم عن ذِكْر اسْمَك يا مَن" ترى ما يُرى وما لا يُرى" . أنْكَرُوُكَ ولم يذكُروا إسْمَك، بل جعلوا يتحدثون ويكتبون عن أشجار العيد وزينة العيد وعوائد الناس في العيد ضيافةً وحلويات ومعايدات وبازارت.. وهُمُ على عِلمٍ بقولك "مَن أنكرني قُدام الناس أنكرته أمام أبي في السموات"!
يا صاحب العيد غُفرانك نلتمِس، فقد صارت شجرة الميلاد في حساباتهم وعلى ألْسِنَتِهم أضواء تُضاء ، وزينة صامتة تُعلَّق، وزُخرفات تُعَدُّ وتُمَدُّ، وحجماً يُتباهى به ارتفاعاً وعرضاً . وها قد تبدَّى أن مصابيح الأشجار وأضوائها البراقة بفعِل تيَّارِ طاقةٍ اصطناعيةٍ قد حجبتهُم عن رؤيتك أنتَ .. وأنت نور العالم الذي لم يُدركه العالم بَعد!
وجهة نظر في أسباب تناقص أعداد المسيحيين في شرقنا العربي؟
بقلم: حنا ميخائيل سلامة نُعمان
لا ننفكُ نقرأ مقالات يتمُّ الإشارة فيها إلى تناقص أعداد المسيحيين في شرقنا العربي، كما تُعقد الندوات فنجد فيها تشكِّياً، بل استبكاءً في حالاتٍ، لما آل إليه الحال! ويُصار إلى التركيز على أنَّ مَرَدّ ذلك وسببه يعود لهجرة المسيحيين من أوطانهم إلى بلاد الغُربة البعيدة، ويتم اعتبار أن جميع مَن هاجر كان محصلة للخوف والرَّهبة لِما وقع في دولٍ عربية من قلاقل ونزاعات أخذت مظهراً طائفياً مُتزمتاً أو دموياً في أماكنَ. على ما سبق أقولُ لقد آن الأوان أن يتمَّ تبيان وجلاء الأسباب الرئيسية الكامنة وراء إنخفاض أو تناقص أعداد المسيحيين في المشرق العربي بصراحة وشفافية؟ ذلك أن إطلاق الكلام على عواهنه أو بشمولية صار لدى فئة وكأنه يهدف لتسجيل مواقف، ولدى آخرين بهدف إستدرار العطف والشفقة والتَّحنان ربما لتحقيق مآرب معينة وهذا ما يجدر أن يتوقف إذ لم يَعُد مُستساغاً!