" الناسُ للناسِ من بدوٍ وحَاضرةٍ ... "
بقلم: حنا ميخائيل سلامة نعمان
تجلَّى صَدْرُ بيت الشِّعر هذا للمَعري مع عَجْزِه: " بعضٌ لبعضٍ وإن لم يَشعروا خَدمُ"، وتجسَّد بصورةٍ جميلةٍ مُنذ حلَّ وباء فيروس كورونا على بلدنا كما فعلَ في دول العالم كله دون استثناء.. فاقتضى حَجر الناس في بيوتها مع أوامر وتعليمات أُخرى بهدف الوقاية والسلامة العامة. أمام هذا الواقع أدركت نسبة طيِّبَة من المواطنين المسؤوليات الإنسانية والأخلاقية المُلقاة على كواهلها في هذه المرحلة الصعبة، وجاء هذا من باب شعورها الإنساني وحِسِّها الوطني ولتفهُّمِها المعنى الحقيقي في أن يكون الإنسان عُضواً في الجماعة البشرية وفي المجموعات المجتمعية، بما يعني الالتزام الضَميريّ بتقديمِ خدماتٍ حين يتطلب الظرف ويقتضي الواجب.
"... لعلها من دَرَنٍ تــُغسـَــــلُ"
بقلم: حنا ميخائيل سلامة نعمان
يا للمَعري الفيلسوف الشاعر المولود في معرة النعمان سنة 973 للميلاد كم كانت بصيرته ثاقبة على فقده بصره في سِنٍ مُبكِّرٍ.. القائل:
"والأرض للطوفان مشتاقة... لعلها من دَرَنٍ تُغسَلُ"
ها إنَّ طوفان فيروس كورونا يجتاح عالمنا مع الأسف فتراه يفتك دون هوادة ودون تمييز...!
حَرْفا " سِين وَسَوفَ " لا مَحلَّ لهما من الإعراب...!
حنا ميخائيل سلامة نُعمان
كاتب وباحث
متى نَكَفُّ عن استخدام حَرفيّ " سين وسَوْف" دون تنفيذٍ وتطبيقٍ للوعود المقرونة بهما؟ سؤالٌ أطرحه أمام كل شخصٍ يستخدمهما فتراهما على لسانه حيثما حلّ وارتحل. إن تكرار استخدام هذين الحرفين على ألْسِنَةِ مسؤولين أو مَعنيِّينَ مِن مُهِماتهم إدارة شؤون الناس في مجالاتٍ مختلفة، أو على لِسَان أيّ شخصٍ في أيّ موقعٍ إداريٍ أو غير إداريٍ في القطاعين العام والخاص يجيء من باب الوَهْم أن المُتلقِّي على درجة من السذاجة، وأنه يفتقرُ للذكاء والوعي، وأنّ ذاكرته حين الوعد ستصبح مع الأيام مَثقوبة فيتناسى الوعد ويطويه!
وجهة نظر في أسباب تناقص أعداد المسيحيين في شرقنا العربي؟
بقلم: حنا ميخائيل سلامة نُعمان
لا ننفكُ نقرأ مقالات يتمُّ الإشارة فيها إلى تناقص أعداد المسيحيين في شرقنا العربي، كما تُعقد الندوات فنجد فيها تشكِّياً، بل استبكاءً في حالاتٍ، لما آل إليه الحال! ويُصار إلى التركيز على أنَّ مَرَدّ ذلك وسببه يعود لهجرة المسيحيين من أوطانهم إلى بلاد الغُربة البعيدة، ويتم اعتبار أن جميع مَن هاجر كان محصلة للخوف والرَّهبة لِما وقع في دولٍ عربية من قلاقل ونزاعات أخذت مظهراً طائفياً مُتزمتاً أو دموياً في أماكنَ. على ما سبق أقولُ لقد آن الأوان أن يتمَّ تبيان وجلاء الأسباب الرئيسية الكامنة وراء إنخفاض أو تناقص أعداد المسيحيين في المشرق العربي بصراحة وشفافية؟ ذلك أن إطلاق الكلام على عواهنه أو بشمولية صار لدى فئة وكأنه يهدف لتسجيل مواقف، ولدى آخرين بهدف إستدرار العطف والشفقة والتَّحنان ربما لتحقيق مآرب معينة وهذا ما يجدر أن يتوقف إذ لم يَعُد مُستساغاً!
لِمَ تضرِب النكبات والكوارث والمِحن والأوبئة عَالَمَنا؟
بقلم: حنَّا ميخائيل سَلامة نُعمان
أليسَ عالمنا يئنُّ مِن المُتعدِّين على إنسانية الإنسان وكرامته وحقه في الحياة؟
أليسَ يئِنُّ مِمَن أقاموا أنفسهم ديَّانيِن على البشر فرخَّصوا لأنفسهم استباحة دماء الأبرياء، بل والبطش بهم؟
أليسَ يئِنُّ مِن خانِقيِّ الحُرية وقامِعِيها باسم الحُريّة؟
أليسَ يئِنُّ مِن تغييب الضمائر وتقسِية القلوب وإخلائها من المحبة والرحمة؟
أليسَ يئِنُّ مِن أصحاب الألْسِنَةِ التي يُخرسونها حين ينبغي عليهم قول الحق لدفع الباطل؟