أَمَا مِن هَبَّة دوليَّةٍ عاجلة لإغاثة المنكوبين مِن جراء الزلزال!

23. 02. 15
الزيارات: 948

أَمَا مِن هَبَّة دوليَّةٍ عاجلة لإغاثة المنكوبين مِن جراء الزلزال!

بقلم: حنا ميخائيل سلامة نعمان

     ماذا نُسمِّيها أكارثة أم نازِلة، أم نائبة، أم مأساة، بل كانت ذلك كله! كانوا مُستسلمين لسلطان النوم تُداعب الأحلام جفونهم، والآمال تلوح في خواطرهم، غيرَ أن الأَجَلَ أقبلَ على حين غِرَّةٍ فباغتهم بلحظةٍ ترجرجت الأرض فيها وَزُلزِلَت فافترست تلك الأحلام وذهبت بتلك الآمال!

     فاضت دموعنا ولا تزالُ مِن هَول ما وقع مِن جرَّاء ذلك الزلزال المأساوي المُدمِّر الذي ضرب مُباغتةً ودونَ أن يَخطر على بال أحد جنوب شرق تركيا، وامتدت ارتداداته الخطيرة العنيفة والمأساوية إلى شمال وغرب سورية، مُخلِّفاً عشرات آلاف الضحايا تحت رُكام المباني التي انهارت على قاطنيها الآمِنين الأبرياء، مع أضْعَاف ذلك مِمَن أصيبوا إصابات جسدية بالغة الخطورة ، وأضْعَاف أضْعَاف تلك الأعداد مِمَن باتوا في العَراء يواجهون لَسَعاتِ البَرد القارس والريح الشديدة الهبوب، فترتجف مَفاصلهم من هَول الصَّدمة وتهطل دموعهم غزيرةً وقد غاب عن أنظارهم أفراد عوائلهم أو قَضَوا بكاملهم.. كما ذويهم وجيرانهم ومعارفهم!

     مأساةٌ مُرعبة لكارثةٍ طبيعيةٍ مُفْزِعَة تستبكي العيون، حتى لِمَن يُسدِّد نظره عبر شاشات التلفزة فيرى هَوْلها وضخامة ما خلَّفت مِن ضحايا ودمار وخراب فكيف لِمن يعيش مرارتها على أرض الواقع!

     فإلى مَن ارتقت أرواحهم إلى العُلى نستمطر رحمة الله عليهم، ولِمن أصيبوا وعلى أَسِرَّة الشفاء يرقدون نرفع الأيدي بالدعاء أن يستعيدوا عافيتهم، ولِمَن فَقَدوا مِن عوائلهم وذويهم أحباءَ وأعزاءَ الصبر مِن لَدُن الله.

     بقيَ أن نَستصرخ أصحاب الضمائر الحيَّة في أرجاء عالَمِنا، ومِن حِسِّهم الإنساني أن يَهُبُّوا هبة واحدة عاجِلة دون تواكلٍ، أو حتى إيجاد ذرائعَ بوجود ما يُسمَّى" قانون قيصر" وأية تشريعات جائرة تَتَّسِم بالتَّرَفُّع وغِلْظة القلب والقَسْوَة، تمنعُ وصول الإمدادات والاحتياجات الإنسانية وغير ذلك، أو تُعرقل حركة نقلها، أو تُعيق النهوض والمساهمة بالتخفيف من أعباء الكارثة. فما وقع كان طارئاً ومباغتاً، وليسَ مِن أحدٍ على كوكبنا بِمَنْجاة عن ضَرَبات الطبيعة وكوارِثها "وليس مِن أحدٍ على رأسِه خَيمة" كما يقول المثل!

     إنَّ الهبَّة الواحدة المنشودة مِن دول العالم يُراد منها مَدَّ يدِ العَون بسخاء لإغاثة المَنكوبين والمُصابين والمتضرِّرين وَمن يبيتون في العَراء، في ظِلِّ فَصلٍ شتويٍ شديد البرودة. كذلك المساهمة بما منحهم الله مِن خيراتٍ وافرةٍ لإعادة إعمار ما تهدَّم وبعثِ شرايين الحياة مِن جديد في سائر المناطق المنكوبة. آخذينَ  العِبْرَة ِمَن الدّول التي تنادت في بداية الكارثة - ومنها الأردن- وبادرت ضِمنَ امكاناتها بإرسال فِرق إنقاذٍ ذات خبرة، وسيَّرت قوافلَ مساعدات ولوازمَ إغاثةٍ في تَحقيقٍ عمليٍ لمعاني الأُخوَّة الإنسانية والتعاطف في المُلِمَّات والفواجع الخارجة عن إرادة بني البشر. فبهذا الحِس الإنساني الأخلاقي المأمول من سائر الدول والجماعات البَشَرية، تَعْظُمُ إنسانية الإنسان، وتتبدى خِصَاله، وتُشِعّ مَحبته، فينال بالتالي ثوابه مِن واهب النِّعَم جلَّت قُدرته.

يقول الشاعر:

"مَن يَفعلِ الخيرَ لا يَعدَم جَوَازِيَهُ.. لا يذهبُ العُرْفُ بين الله والناسِ"

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.     

 

 

 

Comments powered by CComment

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم