المَطبَّات على الشوارع وافتقار أغلبها للمعايير المطلوبة لتحقيق السلامة المرورية!
حنا ميخائيل سَلامة
لا يخفى على أحدٍ أنّ هناك معاييرَ دولية ومحلية مع جُملةِ قواعدَ مُحدَّدَة تتوفر لوضع المطبَّات وتثبيتها على الشوارع الرئيسية والفرعية، لكن ينبغي الاعتراف أن ذلك غير مُطبَّقٍ ولا يجري العمل بمقتضاه على النَّحو المطلوب في أعمِّ الشوارع. فالمطبَّات المُقامة مِنها ما يرتفعُ دونما ضرورة ارتفاعاً مخالفاً للمعايير الدولية والمحلية بما يُسَبِّب حوادث للمركبات وأذىً جسدياً للسائقين وللرُكَّاب مع الأخذ بعين الاعتبار رَداءَة مَصنَعية وتصميمِ الكثيرِ منها. لذا بات من الضرورة بمكانٍ كبيرٍ أن يُصار من خلال أمانة عمان الكبرى والبلديات الأخرى المَعنية إلى إزالتها وإعادة تصميمها بتخفيض ارتفاعها مع ما يلزم من تجهيزات تتماشى والضوابط المرورية المعروفة. كذلك إزالة المطبات التي لا جدوى لوجودها.. وغيرها كَمِثل التي أُقِيمَت مِن أشخاص حَسَبَ أمزجتهم لتخدم مصالح أبنيتهم ومحلاتهم ومؤسساتهم ودونَ موافقات رسمية أو تقيدٍ بالارتفاعات حسب الأصول وما يتبع ذلك من شروطٍ لإنشائها.
وفي السِّياق، فقد باتَ من الضروري لتحقيق السلامة المرورية طِلاء المطبات كلِّها بأنواع من الطِلاء الخاص عالي الجودة وليس من الأنواع التي جَرت العادة باستخدامها ولا تدوم سوى لأيام مَعدودة ثُمَّ تُطْمَسُ بفعل حركة المركبات وعواملَ أخرى. كذلك وضع العواكس الأرضية الفوسفورية العالية الجودة والمَصنَعيَّة ليستطيع السائق أن يلاحظها مِن بُعْدٍ ليلاً، يرافق هذا تثبيت شاخصات مرورية تُفيد بوجود المطبات جميعها بما في ذلك على الشوارع الفرعية وأن تكون واضحة للعيان وغير مختفية على جوانب الأرصفة وبين أغصانِ الأشجار التي ٍتُخفي معالمها!
إنَّ تَفاجُأ السَّواقين بالمطبَّات" الأسفلتية " المنتشرة على الشوارع الرئيسية والفرعية والتي لا يُميزها السائق كونها أقيمت من المادة الأسفِلتية نفسها التي تُعبَّد منها الشوارع، وَدونَ توفرِ علاماتٍ أو طِلاء فوسفوري يلفت الأبصار إليها مع انعدام الشاخصات التحذيرية يُسَبِّبُ باستمرارٍ حوادث وارتجاجات وإيذاءَات لأجساد سائقي المركبات ومَن هُم بمعيتهم حتى وإن كانت السُّرعة حسب اللوائح المُقرَّرة!
ولا بُد من الإشارة، إلى أن الكثير مِن الطرق الخارجية والداخلية تفتقر إلى العلامات والخطوط الأرضية والجانبية التي تُبيِّن المسارات والاتجاهات ومثلُ ذلك لِحَواف الشوارع والجُزُر الوَسَطيَّة، هذه الخطوط بالغة الأهمية ويفترض أن تكون من الأنواع الثابتة المتعارف على نوعيتها عالمياً لتكتسب صِفة الديمومة وليس على النمط المعمول به على بعض شوارعنا حيث تذهب معالمها بعد أسبوع من تخطيطها فتذهب كلفة ذلك هدراً! كذلك إعادة النظر بالإشارات واللوحات والشاخصات المرورية والتحذيرية والإرشادية التي منها ما يحتاج إلى إعادة تغيير موقعه ومنها ما يحتاج إلى صيانة وطلاء فوسفوري ليكون عوناً للسائقين مع حلول الظلام، حسبَ رؤية هندسية متطورة ولا نظن هذا بالأمر الصعب على أيِّ جهةٍ طالما الهدف تحقيق السلامة المرورية.
ثمَّة سؤالٌ لا بُدّ مِن لفتِ الانتباه اليه وكيلا يبقى شعار "سلامة المُشاة من الأولويات" دون تطبيقٍ فِعليٍ ملموسٍ والسؤال ينحصِرُ في: أينَ يسير المُشاة إذا كانت أرصفة كثيرة قد زُرعت من قِبَل أصحاب بنايات وفِلَل بأشجار غليظة السِّيقان والجُذوع وكثيفة الأغصان ليس لغرض التجميل كما يُشيِّعون، فهذا يكون باختيار أشجار لا تحتل الأرصفة بكاملها، بل قَصدُهم أَلاَّ تطأ الأرصفة قُبالة أبنيتهم أقدام المُشاة، فتراهم والحال هذا قد اضطروا للنزول والمَشي على الشوارع مُعرِّضينَ أرواحهم لخطر مُداهمة السيارات والدَّهس والدَّعس وكثيراً ما وقعت حوادث مِن هذا القبيل يعرفها الجميع دونَ إيلاء السبب الرئيس الذي ألزم المُشاة لاتخاذ الشوارع بدائل عن الأرصفة التي اكتسحتها الأشجار !
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Comments powered by CComment