"... لعلها من دَرَنٍ تــُغسـَــــلُ"
بقلم: حنا ميخائيل سلامة نعمان
يا للمَعري الفيلسوف الشاعر المولود في معرة النعمان سنة 973 للميلاد كم كانت بصيرته ثاقبة على فقده بصره في سِنٍ مُبكِّرٍ.. القائل:
"والأرض للطوفان مشتاقة... لعلها من دَرَنٍ تُغسَلُ"
ها إنَّ طوفان فيروس كورونا يجتاح عالمنا مع الأسف فتراه يفتك دون هوادة ودون تمييز...!
معنى درِنَ الرجُل: أي أُصيب بالسل الرئوي على غرار ضرب الفيروس للرئات حالياً!!!
ومن معاني دَرَن: تلوث واتساخ وغيرهما.. ونرى عالمنا في حقيقة الأمر وللأسف وفي مواقع لا تُعد ولا تُحصى منه قد اتسخ وتلوث بسبب الجَّور والظلم والتكبر والدعس على القيم والأخلاق والنَّيل مِن كرامة الإنسان وعبادة الماديات والأرضيات والأشخاص.. والمخلوق بدلاً من عبادة الخالق جلت قدرته والامتثال لوصاياه في المحبة والرحمة.
فهل يصحو إنسان العصر في توبة واستغفار على ما اقترفَ قبل أن يرتفع موج الطوفان وتُغلق أبواب فُلكِ النجاة.. وطوفان هذه المرة فيروس لا يُرى بالعين المجردة؟
رحمتك اللهم!
2020/4/2
Comments powered by CComment